الاثنين، 21 نوفمبر 2011

جدَاد الزيتون


جدَاد الزيتون
صالح حزيَن




جداد الزيتون: هو قطاف الزيتون وكلمة جداد هي كلمة عربية فصحى من جد الشيء أي قطعه، وقاطف الزيتون يسمى جدّاد والعصا الطويلة التي كان يحملها ليطال بها آواخر الأغصان كانت تسمى جدادة، ومن المعروف أن عين كارم هي أرض التين والعنب والزيتون، وقلة من بيوت عين كارم من كانت لا تملك من أشجار الزيتون ما يكفيها مؤونة العام، وكان موسم جداد الزيتون يٌشغل جميع أهالي البلد، حتى أن طلاب مدرسة عين كارم كان يتم منحهم إجازة لمدة عشرة أيام لمساعدة أهاليهم في قطف الزيتون، وفي نفس الوقت كان الكثير من جدّادي الزيتون يأتون من خارج البلد، كون هذا الموسم هو فرصة للرفد المادي ولما لا جمع ما تيسر من الزيتون والعودة به إلى قراهم

وكانت كل الأسر تذهب مجتمعة بجميع أفرادها كبيرا كان أم صغيرا لتلقط الزيتون بعد جده من قبل الشباب الذين كاونوا يصعدون إلى أعالي شجر الزيتون ويلقوا بثمارها على الأرض ليجمعه باقي أفراد الأسرة في الشوالات، ومن ثم يذهبون بها إلى معاصر الزيتون الخمسة المتواجدة في البلدة، وهي معصرة قنيص في وادي الخانوق ومعصرة سحويل ومعصرة عبدالله اسعيد ومعصرة جعنينا ومعصرها لويز وجميعها بوسط البلد، وهناك معصرة أخرى لدير زبيطا، ونظرا للازدحام الشديد كان الأهالي يحجزون دورا لهم لعصر الزيتون، وبالإضافة إلى أهالي عين كارم كان أهالي القرى المجاورة وحتى البعيدة منها يأتون إلى معاصر البلد

ومن أنواع الزيتون ما كان يسمى بالروماني أي أن عمر الزيتون يقارب 1500 سنة تقريبا، ومن هذه البساتين أو الأماكن التي يوجد فيها زيتون روماني مناطق العقايب وحش الحدا ومراح الغزلان ومراح السوادية بالإضافة إلى أماكن غيرها

وكان يرافق الأهالي عند قطف الزيتون أهازيج وأغاني خاصة من النسوة الكبار والجدات في العائلة عن التقاط الزيتون والتغني بأنواعه ومن هذه الأغاني

يا زميري زيتك طيب اما لقاطك بشَيب
يا صري زيتك مُري اما لقاطك بسلي

والزميري من أنواع الزيتون ذو حبة صغيلاة ولكان مليء بالزيت، أما الصري فحبته كبيره وزيته قليل بالنسبة للحبه، ونذكر أيضا

يا زيتون الحق عليك لاطلع زيتك من عينيك
يا زيتون الحواري صًبح جدَادك ساري

وكان أطفال عين كارم الذين يقطفون الزيتون مع أهاليهم يتسبدلونه بالترمس والقضامة، إذا كان بائعي الترمس والقضامة يدورون في كل بساتين البلد ليبيعوا الترمس مقابل الزيتون لاستغلال هذا الموسم

والزيتون عند أهالي البلد هو شجر الزيتون وثمره عند القطاف. أما بعد رصه فيسمى رصيص للتفريق بينه وبين شجرة الزيتون وثمره، وأما ما يسمى الآن بالزيتون الأسمر فقد كان العكارمه يسمونه مملوح نسبة لطريقة لعمله بالملح والماء ، وكان الزيت والزيتون غذاء أساسيا على المائدة العكرماوية على مر العصور وحتى الآن